منتديات الحارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحارة


    اللعب وتطهير النفس للأطفال

    المدير خالد
    المدير خالد
    Admin


    المساهمات : 62
    تاريخ التسجيل : 19/01/2010

    اللعب وتطهير النفس للأطفال Empty اللعب وتطهير النفس للأطفال

    مُساهمة  المدير خالد الخميس يناير 21, 2010 8:00 am

    لقد أكدت الأبحاث وجود علاقة بين اللعب ونمو الإبداع عند الأطفال وكذلك يقوم بوظيفة التطهير السيكولوجي



    فالطفل يستخدم اللعب الإيهامي للتنفيس عن الضغوط التي تقع عليه من قبل الكبار



    وكثير من نظريات التحليل النفسي قد اعتبرت اللعب بمثابة المعبر أو الطريق أو المتنفس الذي يستطيع الطفل من خلاله أن يتنفس عن انفعالاته وإرضاء رغباته التي يمكن أن يذكرها في الحياة الواقعية



    فاللعب يمثل بالنسبة للطفل أداة نقل للتعبير عن الحالة الداخلية



    وغالباً مانجد الآباء في مجتمعنا يحكمون على ظاهرة اللعب عند الأطفال بالسلبية وعدم القبول ويوجهون اللوم إلى الطفل اللعوب أو يطالبه الآباء بالكف عن اللعب حيث يعتبرونه مضعية للوقت وكثيرا مايواجه الطفل بالعبوس أو توجيه الكلمات التي تدعوه للكف عن الإزعاج أو المطالبة بعدم التخريب


    أهمية اللعب بالنسبة للطفل
    بطبيعة الحال فإن اللعب يعتبر النشاط الأساسي للطفل. ومن خلاله يكتشف العالم وتنمو مداركه العقلية والانفعالية والاجتماعية فيتعلم المهارات المختلفة

    فاللعب يحرر الطفل من القيود ويعتبر كوسيلة لتحقيق عملية التنشئة الاجتماعية وكذلك النمو الجسمي السليم فهو ينمي عضلات الطفل الصغرى والكبرى من خلال اللعب الحر أو الأعمال اليدوية من خلال الصلصال


    فهو لايحتاج الأدوات الباهظة الثمن ويكتفي بالمواد المستهلكة لينمي مداركه وحواسه كقص الصور ومحاولة إلصاقها . أو عمل أشكال مجسمة كزورق ومحاولة اللعب به فوق الماء مثلاً

    فبهذا سنحقق أهدافاً سلوكية واستراتيجية عن طريق استخدام يديه بالالتقاط والمسك أو نقل الماء من إناء لآخر أو القص والإلصاق فهذا مانطلق عليه الفوائد أو الأهداف السلوكية و الإستراتيجية

    ولاحظ الخبراء في هذا المجال أن هناك مرحلة لايستطيع فيها الطفل التفكير المجرد وبالتالي علينا مساعدته باختيار الألعاب التي تبدأ من السهل إلى المعقد ليس هناك ما يمنع من تكريس الوقت والجهد في تنمية هوايات أطفالنا باستخدام عدد من الأدوات البسيطة التي يلعب بها الطفل ويصنع بعضها


    ومن خلال الاستغراق باللعب تتاح له فرصة جيدة للعمل والإتقان والإجادة فيتعلم مواقف الحياة والمحاكاة ويجرب الطرق المختلفة لأداء الأشياء ومن ثم يدرك قدراته الخاصة ويتخذ الطفل عدة وسائل عن طريق اللعب من أجل النمو الاجتماعي فيبدأ باللعب منذ ولادته ولكن بطريقته

    ..ويبقى الطفل مستمراً باللعب حتى أعتاب المراهقة وكل حسب مرحلته العمرية وقدراته وإمكانياته ..

    المراحل العمرية وطبيعة اللعب
    يتخذ الطفل عدة وسائل عن طريق اللعب من أجل النمو الاجتماعي فيبدأ الطفل باللعب منذ ولادته ولكن بطريقته


    1- فحديث الولادة يكون شكل اللعب إما عن طريق النظر أو تحريك الأطراف بشكل عشوائي فيتعلم الأطفال خلال المرحلة الحسية الحركية بالتدريج فيتتبعون الأشياء بصرياً



    2-وبعد الشهرين تقريباً يبدأ الطفل بالمناغاة والتعبير بالابتسامات.. ويفضل في هذه المرحلة أن نضع فوق سرير الطفل الألعاب المتحركة التي تصدر أصواتا هادئة فهذا سيساعده على متابعتها بصرياً وسمعياً ممايحقق له التآزر السمعي والبصري الحركي



    3-وفي نهاية الأربعة شهور الأولى من حياة الطفل يكون واعياً فقط بالأشياء التي يراها وإذا وضعنا أمامه كرة سيلعب بها ولكنه لن يستطيع أن يقبض عليها لفترة طويلة ولن يبحث عنها فيما لو وقعت منه وبهذه المرحلة علينا توفير الألعاب المعتدلة الحجم بحيث لاتكون صغيرة جدا فالطفل يبتلعها ولا كبيرة جدا فلا يتمكن من الإمساك بها.. ويفضل الألعاب المصنوعة من القماش والقابلة للغسيل ..وغير الحادة



    4- وبعد الشهر السابع تقريباً وحتى السنة الأولى يبدأ الطفل يتحرك بجسمه ويستطيع الوصول للأشياء كما يستطيع أن يتحكم بها بطريقة تعينه على اللعب بها ولكنه بحاجة إلى مراقبة لاحتمال تعرضه للأذى نتيجة اللعب بماهو ليس مخصصاً للأطفال فقبل السنة الأولى يحتاج الطفل للألعاب التي تصدر أصواتاً وكذلك التي تحتوي على عدد من الألوان الملفتة للنظر وبعد السنة الأولى يستطيع الطفل أن يلعب بالألعاب التي تحتاج إلى تفكير بسيط كتركيب المكعبات على شكل برج مكون من 3إلى 4مكعبات كما يمكنه أن يتصفح كتاباً مصنوعاً من الورق المقوى



    5-ويلي ذلك مرحلة اللعب المتوازي بعد أن يكون الطفل قد تعلم المشي حيث يقوم بتقليد مايمارسه الآخرون ولكن دون تعاون حقيقي وتتصف هذه المرحلة بكثرة الحركة وحب الاستطلاع ويكثرون من الكسر والتخريب والتمزيق ولكن يجب أن يكون واضحاً ان كل إتلاف ليس بالضرورة أن يكون تخريبياً وليس كل تخريب عملاً شريراً كما أن الإطفال يختلفون في درجة الميل إلى التدمير والإتلاف فحب الاستطلاع أمر لايمكن إغفاله في سلوكه اليومي ومن النادر أن نجد طفلاً مدمراً عن قصد ولكن يقع التخريب أثناء محاولة الطفل لتحقيق غرضه أو تحقيق فكرة طرأت على ذهنه فعلينا توجيه اهتمام الطفل لماينمي قدراته ويحقق رغباته بالاكتشاف بحيث نختار له الألعاب التي تحتوي على الإلغاز البسيطة كالبازل وألعاب الفك والتركيب .



    6-ويكون حال اللعب بالنسبة للطفل قبل العامين يأخذ الشكل الانعزالي وذلك يعود لتمركزه حول ذاته وحبه للملكية الشخصية . فلانختار له الألعاب التي يشارك بها أطفال آخرون لأنه لن يرضى بهذا مطلقاً



    7- ثم يبدأ طفل الثالثة وحتى السادسة تقريباً بمرحلة اللعب التعاوني حيث يشارك الأطفال بعضهم بعضاً في القيام بمهمة واحدة ويفضلون لعب الأدوار الاجتماعية ويمثلون الأدوار ويلبسون الملابس مايوحي بصدق الدور ويلعبون دور الأب والأم والطبيب والبقال .



    مع مراعاة الرقابة غير المقيدة أو مشاركتهم اللعب حتى نبتعد عن التوجه الجامد الذي يفسره الطفل بالتسلط وعدم احترام أوقات لعبه



    وإن لم نتمكن من المشاركة الفعالة فعلينا أن نشاركهم ولو بتوجيه الحديث لهم أو نوجه إليهم بعض الأسئلة المثيرة للتفكير بطريقة مرحة ومشابهة لطريقتهم للعب وهذا مجد أكثر في حالة لعب الطفل الخيالي كأن نسأل الطفلة التي ترتدي لباس الطبيبة مثلاً عن أسباب المغص الذي أحل بمريضها هل لأنه أكثر من الحلوى أم لأنه لم يتذكر غسل يديه قبل الأكل هكذا نكون قد أوصلنا مفاهيم للطفل عن طريق اللعب وتنمية الخيال ....



    ولايغيب عن أذهاننا خاصية هذه المرحلة العمرية حيث يغلب عليهم اللعب الحسي الحركي وهو نوع من اللعب الذي يسمح بالحركة الحرة للعضلات الصغيرة والكبيرة واكتشاف الحواس وبالتالي تمكين الجسم من ممارسة وظائفه الحسية الحركية فهو بحاجة إلى وقت طويل للعب وكذلك مساحة كبيرة .

    إذ علينا أن نتعاون مع أبناننا ونساعدهم على اللعب كي يتمكن الطفل من اللعب بحرية تامة بالإضافة إلى التوجيه المرن وكما نستطيع أن ندخل بعض المفاهيم إلى ذهن الطفل عن طريق اللعب الحر كأن نقول له أنت تمشي على حافة الرصيف وذراعك مفتوحان لتحقيق التوازن أو مساعدته في تكوين مفاهيم بالألفاظ الوصفية مثل أنت سريع وأحمد بطئ أو أن نوجه أسئلة تحدٍ لاكتشاف أفكار جديدة ومهارات جديدة مثلاً كم طريقة يمكنك بها أن تقفز من وإلى هذه الدائرة؟

    8-أما في سنوات المدرسة مابين السابعة والحادية عشرة فالطفل هنا قادر على اللعب المنظم ذي القواعد والقوانين فيلعب المباريات وقادرعلى الدخول بالمنافسات بين أقرانه فيغلب على لعبه احترام القوانين وأحياناً يشارك الكبار في لعبهم أو يقوم الكبار بتنظيم المسابقات الثقافية أو الترفيهية كسباق الجري أو الدراجات

    ممارسات خاطئة من قبل الوالدين..
    1-غالباً مانجد الآباء في مجتمعنا يحكمون على ظاهرة اللعب عند الإطفال بالسلبية وعدم القبول ويوجهون اللوم إلى الطفل اللعوب أو يطالبه الآباء بالكف عن اللعب حيث يعتبرونه مضيعة للوقت وكثيراً مايواجه الطفل بالعبوس أو توجيه الكلمات التي تدعوه للكف عن الإزعاج أو المطالبة بعدم التخريب والاتساخ سواء للملابس أو البيت .

    2-توجيه القوانين غير الواقعية كأن نطلب من الطفل الذي يلعب بالرمل والماء أو الذي يلون بالريشة المحافظة على نظافة ملابسه فهذا لن يحدث وإن حدث فيعتبر شديد لحرية الطفل وكذلك يضطرب أثناء لعبه خوفاً من توجيه اللوم أو العقاب

    3-المبالغة في إبداء الإعجاب لأعمال الأطفال بقصد التشجيع من شأنه أن يقلل من حماس الطفل من القيام بعمل جديد أفضل من السابق لأن الطفل قادر على التمييز مابين المبالغة والإعجاب الحقيقي..

    4-عدم الاعتراف بحق الطفل باللعب أو الاستهزاء بطريقة لعبه

    5- توجيه اللوم للطفل بعد اللعب وإشعاره بالذنب

    وبالنهاية تبقى الحاجة للعب متساوية عند جميع الأطفال وفي مختلف الأعمار وكل ماعلينا هو فقط التعرف على قدراتهم ومتابعة لعبهم ..وعلى مر الأجيال والعصور يبقى اللعب بالمقام الأول لدى الطفل حيث اللعب كان يستولي على تفكير الأطفال منذ أن بدأت الخليقة حين كان يلعب طفل الإنسان الأول بالرمل والطين كما نلاحظ استمتاع طفل الثالثة والرابعة في زماننا الحاضر باللعب بالماء والرمل إلا أن النتائج للدراسات والبحوث عن أنماط اللعب في أطفال العالم تبين أن هناك فروقاً في أنشطة الأطفال بشكل قاطع مابين الثقافات المختلفة وفيما بين الشرائح المختلفة في الثقافة الواحدة ومن هنا نؤكد أن اللعب يحدث بشكل تلقائي وطبيعي من جانب الأطفال ولكن البيئة تلعب دوراً بارزاً في تشكيل اللعب وخاصة اللعب الخيالي وتنشأ الفجوة أو نقص القدرة على اللعب الحر الخيالي من المواقف التي تثير هذا النوع من اللعب
    عسانا أن نجد أبناء الجيل وقد اكتملت شخصياتهم وصلحت سريرتهم وسمت أخلاقهم وتحررت من الآفات النفسية نفوسهم وقلوبهم ومابذلك على الله بعزيز إن جاهد المصلحون وقام بمسؤولياتهم المربون وقال صلى الله عليه وسلم "كل شئ ليس من ذكر الله فهو لهو إلا أربع خصال :مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعلمه السباحة"

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 8:12 am